منوعات

من هو الأصمعي؟

 

أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي البصري، المعروف بالأصمعي (741 – 831 م)، هو راوٍ عربي وأحد أعلام العلم باللغة والشعر والبلدان.

يعود نسبه إلى عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح الباهلي.

ولد وتوفي في البصرة، حيث كان يتجول في البوادي، يستمد علومه ويجمع أخباره، ويقدمها للخلفاء، وكان الرشيد يلقبه بـ “شيطان الشعر”. وقد وصفه الأخفش بأنه لا يوجد أحد أعلم بالشعر من الأصمعي.

كان الأصمعي متقنًا للغة العرب وعلم الشعر، وكان مشهورًا بحفظه الكثير من القصائد واشتهر عنه قصيدة صوت صفير البلبل. قال عنه اللغوي أبو الطيب: “كان أتقن القوم لغةً، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظًا”. وأدرك العصمعي عصرًا مليئًا بالقراء الكبار مثل أبو عمرو بن العلاء وحمزة بن حبيب والكسائي.

تأثر بالعصمعي في التحولات العلمية التي حدثت في عصره، حيث تطورت العلوم النقلية، بما في ذلك القراءات القرآنية وجمع الحديث، حيث تواجد بين أبرز علماء عصره.

تابع الأصمعي دراسته والتحصيل العلمي في البصرة، واستمر في التأليف في مجالات متنوعة، منها كتبه (الإبل)، و(الأضداد)، و(خلق الإنسان)، و(المترادف)، و(الفرق)، الذي يتناول فروق أسماء الأعضاء بين الإنسان والحيوان.

كما ساهم الأصمعي في مجالات الجرح والتعديل، وتابع دراسته في الحديث بجانب كبار الفقهاء مثل أبي حنيفة ومالك بن أنس والشافعي وأحمد بن حنبل.

كما قام برحلات تعليمية إلى بغداد ومكة، حيث قرأ شعرًا هذيلًا على الشافعي. كان علم الأصمعي لا يقتصر فقط على سماع من الأعراب ورواية، بل كان يمتلك فهمًا عميقًا للرواية ويُظهر دراية في هذا المجال. وأشار إلى أنه حفظ اثنتي عشرة أرجوزة قبل بلوغه سن الحلم.

 

شهد الأصمعي شهرة واسعة، حيث كان يلتقي به الخلفاء ويحظى بإعجابهم، وتم تخصيص مجالس الرشيد لينشر صيته في الأوساط الأدبية. كان يسعى لجمع الأخبار والأشعار، ويختارها بعناية فائقة ويبدع في إلقائها. وقد أدى هذا التألق إلى أن حاول بعض الرواة إدراج أقوال وأحاديث زائفة تنسب إليه.

يظهر تميز الأصمعي على أقرانه في تلك الفترة من خلال مساهمته البارزة في المجال اللغوي والأدبي. ومع تأثيره العظيم على الأدباء اللاحقين، أصبحت كتبه في اللغة والأدب مصدرًا ثريًا للأخبار والأشعار، وكان يُعتبر مثالًا للمعرفة اللغوية والأدبية.

كانت للأصمعي مكتبة غنية، ورغم اختلاف المصادر حول عدد كتبه، فإنه وفقًا للأصفهاني، كان يحمل معه في رحلته إلى الرقة ثمانية عشر صندوقًا من الكتب. وقد أدهش الناس عندما سألوه عن عدد الكتب التي حملها، فقال إنه خفف من وزنها، ولو زاد وزنها لكان يحمل ضعفها.

أشاد العديد من النقاد بالأصمعي وبمكانته الفريدة في العلم والشعر. سفيان الثوري كان يشير إلى أنه “أحفظ الناس”، وقال الأزهري إنه كان أذكى من أبي عبيدة وأحفظ للغريب منه. وأثنى الرياشي على حضوره القوي في الحجة.

أيضًا، أبدع الأصمعي في مجالات عدة، منها نحوياته وكتبه في الأدب واللغة. تعتبر مؤلفاته مصدرًا غنيًا للعلم والمعرفة، وكان يتمتع بقدرة استثنائية في فنون اللغة والأدب.

توفي الأصمعي في البصرة، وتختلف المصادر حول سنة وفاته، حيث يُذكر بعضها أنه توفي في سنة 208 هـ، والبعض الآخر يقول 211 هـ أو 216 هـ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *