Categories: منوعات

حقائق مثيرة: الجحيم هو عملات الآخرين.. هل ستستمر هيمنة الدولار الأمريكي؟

القاهرة (خاص عن مصر) – لطالما كانت هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية أمراً مسلماً به، لكن في ظل تصاعد التوترات العالمية، والقرارات السياسية المفاجئة، والمصاعب الاقتصادية، فإن هذه المكانة أصبحت موضع تساؤلات متزايدة.

في كتابه الذي صدر في الوقت المناسب، “دولارنا، مشكلتك”، يتناول الاقتصادي كينيث روغوف هشاشة هيمنة الدولار الأمريكي، وهي مسألة أصبحت أكثر حدة بسبب التحولات العالمية الأخيرة.

إعلان

وفقًا لتحليل “الإيكونوميست”، يعد السؤال الذي قد يبدو ساذجًا عند التفكير فيه الآن – هل من الممكن أن يحل الروبل محل الدولار يومًا ما؟ – تمهيدًا لتحليل روغوف، حيث يُظهر تقلب هيمنة العملات وعدم القدرة على توقعها.

هيمنة الدولار الأمريكي: هل الدولار في أزمة؟

يُعتبر استعراض كينيث روغوف لمستقبل الدولار أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يتأمل العالم في تداعيات السياسات الحمائية العدائية لدونالد ترامب، مما يعرض استقرار الدولار الأمريكي للخطر. فقد أضعفت التحركات المفاجئة لإدارة ترامب الثقة العالمية في السياسات الأمريكية، مما أدى إلى تزايد حالات عدم اليقين حول مستقبل الدولار.

يجادل روغوف، اقتصادي بارز سابق في صندوق النقد الدولي وأستاذ في جامعة هارفارد، بأن مكانة الدولار كعملة مهيمنة على مستوى العالم لم تكن دائمًا مضمونة، وقد تتعرض للاهتزاز بفعل قوى اقتصادية أخرى، بما في ذلك اليوان الصيني.

تُثير احتمالية الانتقال بعيدًا عن الدولار شبح “أزمة الدولار”، وهي سيناريو يتم فيه تقليص دور الدولار فجأة وبشكل كبير، وهو ما يؤكد عليه روغوف في كتابه، مشيرًا إلى أن تآكل الدور العالمي للدولار يمكن أن يحدث عبر آليات متعددة، بما في ذلك صعود عملات جديدة، أو حتى العملة الرقمية التي تشكل تحديًا للنماذج التقليدية للتبادل.

الدولار والاقتصاد العالمي: السياق التاريخي

لفهم هشاشة هيمنة الدولار، يجب العودة إلى التاريخ، حيث يسلط روغوف الضوء على فشل طموحات الاتحاد السوفيتي في منافسة الولايات المتحدة من الناحية الاقتصادية.

خلال الستينيات والسبعينيات، كان يبدو أن النمو السوفيتي قوي، وكان العديد من الاقتصاديين يتوقعون أن اقتصاد الاتحاد السوفيتي قد يُضاهي الاقتصاد الأمريكي. لكن كما هو معروف، انهار الاتحاد السوفيتي، ولم يتحول الروبل إلى عملة احتياطية عالمية.

وبالمثل، كانت اليابان في الثمانينيات تُظهر استعدادها لتحدي هيمنة الدولار. فقد جعل النمو السريع للاقتصاد الياباني والتفوق التكنولوجي الين الياباني يبدو كبديل موثوق. ومع ذلك، بعد انفجار فقاعات سوق العقارات والأسهم في اليابان، فقد الين momentum، ودخلت البلاد في مرحلة ركود طويلة.

هذه الأمثلة، على الرغم من اختلافها، تؤكد على المخاطر التي تواجه الدولار الأمريكي. الدولار، مثل غيره من العملات السابقة، ليس محصنًا ضد تقلبات القوى الاقتصادية العالمية. فقد يؤدي فقدان الثقة المفاجئ إلى تدهور سريع في قيمته، تمامًا كما حدث مع الروبل السوفيتي والين الياباني.

للمزيد، اقرأ.. ثغرات العمود الفقري المالي الأمريكي.. كيف ستتطور أزمة الدولار؟

التأثير على الاقتصادات الصغيرة

تعتبر رؤى روغوف حول العواقب العالمية لهيمنة الدولار مهمة للغاية بالنسبة للاقتصادات الصغيرة المعتمدة بشكل كبير على الدولار. فقد أنشأت العديد من الدول أنظمة سعر صرف ثابت ترتبط بالدولار كتLegacy لاتفاقية بريتون وودز.

رغم أن هذا النظام قد ساهم في تسهيل التجارة في البداية ودمج الخدمات المصرفية العالمية، إلا أنه خلق أيضًا نقاط ضعف. إذ كان يتعين على هذه الاقتصادات محاكاة السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أدى في كثير من الأحيان إلى تفاقم حالات الركود المالي.

غالبًا ما واجهت الدول التي حاولت ربط عملاتها بالدولار أزمات خطيرة. على سبيل المثال، تفجرت الأزمة المالية الآسيوية في عامي 1997 و1998 بسبب الارتباط غير المستدام لعملات دول جنوب شرق آسيا بالدولار.

بنفس الطريقة، ساهمت الأزمة المالية الروسية عام 1998، التي ارتبطت بسعر الصرف الثابت، في صعود السلطة السياسية لفلاديمير بوتين، مما يبرز المخاطر التي تواجهها الاقتصادات الصغيرة عندما ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدولار.

التحدي المتزايد لليوان

بينما باتت منطقة اليورو تنشئ نفسها كبديل فعال للدولار، وجمعت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية احتياطيات ضخمة من الدولار لتعزيز عملاتها، فإن اليوان الصيني يظهر كأكبر منافس لهيمنة الدولار. ويشير روغوف إلى أن الاستخدام المتزايد لليوان في التجارة العالمية، خاصة داخل آسيا، قد يُضعف تدريجيًا دور الدولار.

ومع ذلك، يؤكد أيضًا على التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين، بما في ذلك ركودها الحالي والضوابط على تدفقات رأس المال، والتي تعتبر عقبات كبيرة أمام صعود اليوان كعملة احتياطية عالمية.

كما أن ظهور العملات الرقمية قد يفاقم من تحدي هيمنة الدولار على المعاملات الدولية. فإذا بدأت الدول في استخدام العملات الرقمية في التجارة العابرة للحدود، قد يقلل ذلك من اعتمادها على الدولار الأمريكي ويُضعف سيطرة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي.

المخاطر الداخلية

بينما تعتبر التحديات الخارجية لهيمنة الدولار مهمة، يُولي روغوف اهتمامًا بالغًا للتهديدات الناجمة عن الداخل الأمريكي. فارتفاع الدين الحكومي والتدخل السياسي في مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يُقوضان ثقة المستثمرين بالدولار.

كما أن فقدان الثقة المفاجئ في السياسات المالية للحكومة الأمريكية أو في قدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على إدارة التضخم قد يؤدي إلى انهيار سريع في قيمة الدولار.

وسيكون لهذا عواقب وخيمة على المستوى العالمي، نظرًا للدور الجوهرى للدولار في التجارة والتمويل العالميين. وكما يحذر روغوف، قد تحدث أزمة ثقة في الدولار بشكل سريع ودون إنذار، تمامًا كما حدث عند الانهيار المفاجئ للاتحاد السوفيتي.

إعلان


تم نسخ الرابط
manal

Recent Posts

شرح طريقة تعبئة رصيد زين بالدين لعام 2025 وتجديد اشتراك زين Mix قبل موعده

تعتبر خدمة تعبئة رصيد زين بالدين من الحلول المريحة التي توفر للعملاء إمكانية تجديد باقتهم…

يومين ago

“اكتشف الآن” فيلم Thunderbolts.. أول عمل من عالم مارفل يجمع الأشرار وموعد عرضه

فيلم Thunderbolts يأتي ليعيد صياغة الصورة النمطية المرتبطة بأفلام الأبطال الخارقين في عالم مارفل السينمائي.…

يومين ago

“أخبار عاجلة” زيادات كبيرة في رواتب الموظفين ومفاجآت لأصحاب المعاشات.. رفع الحد الأدنى للأجور إلى مستوى غير متوقع ودخول الزيادات حيز التنفيذ في هذا الموعد.

أثارت تساؤلات المواطنين بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة حول توقيت صرف الزيادات الجديدة في المرتبات…

يومين ago

“تحديثات مهمة” تردد قناة وناسة الجديد على النايل سات والعرب سات – اضبط ترددك الآن!

تسعى الأمهات دائمًا لضبط تردد قناة وناسة لأبنائهم لكي يتمكنوا من الاستمتاع بمحتواها الممتع. تقدم…

يومين ago

طرق تعبئة رصيد زين الأردن 2025 هل يمكنني الدفع لاحقًا

كيفية تعبئة رصيد زين الأردن بسهولة ويسر تعد عملية تعبئة رصيد زين الأردن من الأمور…

يومين ago

فرصة ذهبية 14 كلية و22 برنامجًا حديثًا.. جامعة القاهرة الأهلية تفتح باب التسجيل المبكر 4 مايو

أفاد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، بتدشين الدراسة في جامعة القاهرة الأهلية…

يومين ago

This website uses cookies.