
خلافات… في حادثة أثارت الكثير من الجدل خلال الساعات الماضية، ظهرت فتاة في مقطع فيديو وهي تتعدى على شاب يعمل في أحد المحلات بمدينة السادس من أكتوبر، مدعيةً أنه تحرش بها.
فقد انتشر المقطع بشكل واسع، ليطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعي اسم “خناقة”. ولكن ما أظهرته التحقيقات كان مفاجئًا وصادمًا للعديد من الناس، حيث تبين أن الفتاة ليست ضحية كما ادعت، بل إنها معروفة بأنها تفتعل الأزمات وتخلقها للنشر عبر الإنترنت بهدف الحصول على الشهرة.
بداية الواقعة صدمة داخل المخبز
بدأت الحادثة عندما دخلت الفتاة إلى مخبز معروف في مدينة السادس من أكتوبر لشراء “كحك” وسألت أحد العاملين واسمه “خليل” عن إمكانية الدفع باستخدام البطاقة البنكية، فأجابها بهدوء قائلاً “أيوه ينفع يا فندم”. لم تمضِ سوى لحظات قليلة حتى فوجئ العامل بأنها بدأت في تصويره بهاتفها، ثم رافقت ذلك بالصراخ مدعيةً أنه تحرش بها ولمس يدها عمدًا. ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل قامت بصفعه أمام الزبائن وسط حالة من الذهول.
العامل أكد خلال التحقيقات أنه لم يقترب منها إطلاقًا، وأن كل ما فعله كان الرد على استفسارها بشرح طريقة مهذبة. وأضاف “فجأة بدأت تصور وتقول إني لمستها، وهي كانت بتعمل كده عشان الترند بس”.
دعم من زملائه وشهادة الكاميرات
زملاء العامل لم يترددوا في دعمه، حيث قاموا بتقديم تسجيلات كاميرات المراقبة، التي أوضحت بجلاء أن الشاب لم يلمس الفتاة على الإطلاق، بل كانت هي من بدأ بالصراخ والاعتداء. الأمر الذي دفعهم إلى التأكيد على تمسكهم بحقهم القانوني، ورفضهم التنازل عن القضية، حمايةً لسمعة زميلهم ورفضًا لما وصفوه بـ”الابتزاز الإلكتروني”.
تحقيقات الأجهزة الأمنية تكشف حقائق مدهشة
أظهرت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية أن الفتاة ليست هذه المرة الوحيدة التي تفتعل فيها مثل هذه الوقائع. فقد تم رصد مقاطع سابقة لها تتعدى بالقول والفعل على أشخاص وعمال في أماكن مختلفة، بما في ذلك مطاعم ومستشفيات ومحلات تجارية، وكانت تدعي باستمرار أنها “ابنة مستشار” أو أنها تعمل في “جهة أمنية حساسة”، وتهدد الضحايا بأنها قادرة على “حبسهم وتدمير مستقبلهم”.
هذه التصرفات كانت تمثل نمطًا متكررًا من السلوك العدواني، تهدف من خلالها إلى استفزاز الأشخاص، ثم تصوير الأحداث بشكل منحاز ونشرها عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة لكسب التعاطف وتحقيق شهرة سريعة.
عرض على مستشفى للاضطرابات النفسية
بناءً على هذه التحقيقات، ألقت قوات الأمن القبض على الفتاة، وتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضدها، مع عرضها على مستشفى للأمراض النفسية والعصبية للتأكد من سلامة قواها العقلية، في ظل تكرار مثل هذه الوقائع بشكل ملحوظ.
بلاغ رسمي من محامية معروفة
من جانبها، أعلنت المحامية نهى الجندي عن تقديمها بلاغًا رسميًا ضد الفتاة، مشيرةً إلى ظهورها المتكرر في فيديوهات تقوم فيها بالتعدي على آخرين، مدعيةً صفات غير حقيقية عن نفسها، وهو ما اعتبرته المحامية انتهاكًا صارخًا للقانون.
وفي تصريحاتها، أكدت الجندي أن “استغلال المتهمة لمزاعم الانتماء لمؤسسات سيادية يعد جريمة، واستخدامها لهواتفها في التشهير بالمواطنين ونشر الأكاذيب بهدف إثارة الجدل أو تحقيق مكاسب من التفاعل هو أمر لا يمكن تجاهله، ويستوجب المساءلة الفورية”.
موجة استنكار على مواقع التواصل الاجتماعي
الواقعة أثارت موجة من الاستنكار عبر الإنترنت، حيث عبر آلاف المستخدمين عن دعمهم الكامل للعامل الشاب، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة ضد الفتاة، وإعادة الاعتبار للمجني عليه. كما دعا كثيرون إلى إصدار قوانين أكثر صرامة ضد من يسيئون استخدام وسائل التواصل للتشهير بالآخرين أو تحقيق مكاسب من خلال افتعال الأكاذيب و”الترند”.
الشاب المجني عليه يروي تفاصيل ما حدث
“كنت أعمل بهدوء، وفجأة انقلبت حياتي”، هكذا وصف الشاب المجني عليه مشاعره بعد الواقعة، مؤكدًا أن الاتهامات الباطلة التي وُجهت له تسببت في أذى نفسي بالغ، وأن نشر الفيديو بشكل منحاز تسبب له في أضرار كبيرة، خاصة بعدما شاهده أفراد عائلته وأقاربه، في وقت لم يتمكن فيه من الدفاع عن نفسه.
وأضاف “هي استمرت في التصوير والنشر وادعت ما تريد، بينما وُضعت في موقف بشع… لكن الحمد لله، الكاميرات أثبتت الحقيقة”.
دعوات لمواجهة ظاهرة “الترند المصطنع”
في ختام هذه الواقعة، دعا عدد من الخبراء القانونيين والنفسيين إلى ضرورة مواجهة الظاهرة المتصاعدة المتعلقة بخلق الأزمات من أجل تحقيق الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تكرار مشاهد “التمثيل العدائي” في الأماكن العامة. وأكدوا أن بعض الأشخاص يستغلون هذه الوسائل لإلحاق الأذى بالآخرين، دون وعي بخطورة ما يفعلونه من تشهير وانتهاك للحقوق.
التعليقات