
أحمد موسى .. تحليل مخدرات .. في ظل الشائعات الجارية عبر منصات التواصل الاجتماعي المتعلقة بإجراء حملات مفاجئة لتحليل المخدرات على جميع المواطنين، بما في ذلك مستخدمي وسائل النقل العامة مثل المترو، أطل الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ليقدم توضيحات هامة حول هذا الموضوع الذي أثار جدلاً واسعاً.
شائعات بلا أساس حول تحليل المخدرات للمواطنين
أكد الدكتور عمرو عثمان خلال مداخلة هاتفية في برنامج “على مسئوليتي” مع الإعلامي أحمد موسى على قناة “صدى البلد”، أن المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول إجراء تحاليل مخدرات لجميع المواطنين، بما في ذلك ركاب المترو، هي شائعات ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي توجه أو قرار رسمي بهذا الشأن.
كما أضاف أن صندوق مكافحة الإدمان يلتزم بتطبيق القوانين التي تنظم هذا النوع من التحاليل، وأن جميع الإجراءات تتم وفقًا لأحكام القانون رقم 73 لسنة 2021، الذي يستهدف فئات معينة محددة بدقة.
الفئات المستهدفة بالقانون رقم 73 لسنة 2021
أوضح عثمان أن هذا القانون يستهدف فحص العاملين في الجهاز الإداري للدولة والمرافق العامة الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين وسلامتهم. ولا يشمل القانون المواطنين العاديين أو مستخدمي وسائل النقل العامة.
كما أشار إلى أن تحاليل المخدرات الخاصة بسائقي وسائل النقل العامة، مثل الحافلات، تخضع لقانون المرور، وتقوم وزارة الداخلية بتنفيذها ضمن حملات دورية، وليس من ضمن مهام صندوق مكافحة الإدمان.
أكثر من مليون موظف خضعوا للكشف… والنسبة تتراجع بشكل ملحوظ
في إطار تطبيق هذا القانون، أوضح الدكتور عثمان أن الصندوق قد أجرى بالفعل تحاليل عشوائية على حوالي مليون وثلاثمائة ألف موظف حكومي منذ بدء تنفيذ القانون، وقد أسفرت هذه الإجراءات عن تراجع واضح في نسبة تعاطي المواد المخدرة من نحو 8% في عام 2019 إلى أقل من 1% في الوقت الراهن، مما يشير إلى نجاح السياسات المتبعة وفاعلية الحملات التوعوية والميدانية.
انخفاض غير مسبوق في نسب تعاطي سائقي حافلات المدارس
وتحدث مدير الصندوق أيضًا عن إنجاز آخر، وهو ما يخص سائقي حافلات المدارس، حيث أشار إلى أن نسبة تعاطي المخدرات في هذه الفئة كانت تصل إلى 12% في عام 2017، لكنها تراجعت بشكل ملحوظ إلى نحو 0.5% فقط حالياً، مما يعكس جدية الجهود المبذولة لحماية الأطفال وضمان سلامتهم خلال تنقلاتهم اليومية.
هل تؤثر بعض الأدوية على نتائج التحاليل
وفي إجابته عن سؤال شائع بين المواطنين حول تأثير بعض الأدوية الطبية على نتائج تحليل المخدرات، طمأن عثمان الجميع بأن إجراءات التحليل تمر بعدة مراحل دقيقة. تبدأ بإجراء تحليل استدلالي أولي، فإذا أظهر إشارات إيجابية، يتم إجراء تحليل تأكيدي أكثر دقة داخل معامل مركزية معتمدة من وزارة الصحة أو صندوق مكافحة الإدمان.
أكد عثمان أن هذه الخطوات تضمن درجة عالية من الدقة في النتائج، وتمنع حدوث أي لبس أو تشابه ناجم عن تناول أدوية مشروعة.
أكثر المواد المخدرة شيوعاً في العينات الإيجابية
أوضح الدكتور عمرو عثمان أن مخدر الحشيش لا يزال في المقدمة في التحاليل الإيجابية، إلا أن التحدي الأكبر الآن يكمن في انتشار المخدرات التخليقية مثل “الشابو” و”الاستروكس”، التي تشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة نظرًا لآثارها المدمرة والسريعة.
رسالة طمأنة للمواطنين
واختتم عثمان حديثه برسالة طمأنة، يؤكد من خلالها أن الدولة لا تهدف إلى مراقبة المواطنين أو تقييد حريتهم، بل تسعى إلى العمل في إطار قانوني منضبط لحماية المجتمع، خاصة في القطاعات الحيوية التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، مثل الصحة والنقل والتعليم.
التعليقات