
أفادت تقارير صحفية حديثة أن إيران تتبنى استراتيجية جديدة تهدف إلى استعادة نفوذها المفقود في سوريا من خلال زرع وتوزيع المخدرات في أوساط الشباب السوري، بشكل يتعاون فيه عملاؤها في الداخل السوري.
ووفقًا لمصادر إعلامية سورية، تشهد المناطق الشرقية من البلاد زيادة ملحوظة في نشاط شبكات تهريب وتوزيع المخدرات، برعاية مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، الذي أحيى بنيته التحتية القديمة الممتدة على الحدود السورية العراقية، معتمدًا على عناصر محلية وشبكات نسائية مدربة، في إطار سعيه لتحقيق مكاسب أمنية ومالية على حد سواء.
شبكات المخدرات أداة لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا
استنادًا إلى معلومات موثوقة، يبدو أن هدف الحرس الثوري من تجارة المخدرات لا يقتصر على تحقيق الأرباح المالية فقط، بل يتم استخدام هذه الشبكات كوسيلة لتعزيز نفوذه داخل المجتمعات المحلية. وغالبًا ما يتم تجنيد المتعاطين وتحويلهم إلى أفراد أمنيين أو عسكريين ضمن الأذرع غير الرسمية لطهران، تمهيدًا لبناء بيئات موالية لها في المناطق التي خارجة عن سيطرة النظام.
دور النساء في الاستراتيجية الإيرانية الجديدة في سوريا
تشير التقارير الصحفية إلى أن الشبكات النسائية التي تولت مسؤولية التهريب والتوزيع في مناطق مثل البوكمال ودير الزور قد برز دورها بشكل ملحوظ، حيث تقود هذه الشبكات سيدة تتخذ اسم “هناء فاضل” ولكن هويتها الحقيقية هي زيبا عبد رضا إحسان، وهي إيرانية الجنسية وتبلغ من العمر 35 عامًا.
وحسب شبكة “تليفزيون سوريا”، يعد أحد المراكز البارزة لتخزين المخدرات في قرية المراشدة، حيث تديره سيدة تُدعى “عهود” من مدينة البوكمال، والتي تشرف كذلك على تهريب الشحنات القادمة من العراق، مستفيدة من المعابر غير الشرعية ونفوذها المحلي.
في دير الزور، تُعتبر “حنان أم إبراهيم” الرأس المدبر لشبكة توزع المخدرات في الأحياء السكنية، مستغلة أوضاع الطلاب المعيشية، حيث تتألف شبكتها من حوالي 30 شخصًا، معظمهم من النساء والفتيات.
الشخصيات المحلية وأدوارها في نشاط التهريب
رفع مستوى نشاط التهريب مستمر بمساعدة شخص يُعرف بلقب “الصندوق”، واسمه الحقيقي صهيب، الذي كان المدير المالي لتاجر المخدرات المعروف حسن الغضبان.
وقد أعيد تفعيله ضمن حملة تمويل جديدة تهدف إلى إعادة تنشيط الشبكات القديمة، ويُذكر أن مجموعة تُعرف باسم “المشهداني” تضم 28 فردًا يتمركزون قرب الحدود العراقية.
طرق تهريب متطورة للمخدرات من إيران إلى سوريا
تدخل المواد المخدرة إلى سوريا عبر أربعة معابر سرية، من بينها نفق تحت الجدار الحدودي، يتضمن سكة صغيرة وعربة ومصعد كهربائي بارتفاع لا يتجاوز 125 سم، ويستخدم لتهريب الكبتاغون والمخدرات المصنعة.
كما تقود العمليات عناصر ميدانية يحملون أوراقًا سورية مزوّرة، من بينهم شخص يُدعى “فادي سليمان”، وآخر يُعرف باسم “علي راشد”، وهما ينتميان إلى الشبكات الإيرانية التي كانت نشطة في سوريا خلال السنوات الأخيرة.
شحنات ضخمة ومخدرات جديدة تدخل البلاد
منذ بداية العام الحالي، دخل إلى سوريا حوالي 7 ملايين حبة كبتاغون، بالإضافة إلى 27 كيلوجرامًا من المواد المخدرة بصيغة بودرة ومعجون. وتمكنت إحدى الشبكات من تهريب شحنة مكونة من خمسة ملايين حبة، التي تم تخزينها في مستودع “عهود” في قرية المراشدة.
كما ظهرت أنواع جديدة من المخدرات، من بينها بودرة تُعرف محليًا باسم “كيف 6″، والتي يتم توزيعها عبر شبكات محلية محددة.
دعوة إلى التحرك
تشير المصادر إلى أن غالبية العناصر المتورطة في هذه الأنشطة معروفة لدى الأجهزة الأمنية، مما يستوجب على السلطات السورية الجديدة اتخاذ خطوات عاجلة، قبل أن تتجذر هذه الشبكات وتبني خلايا أكثر تعقيدًا يصعب كشفها لاحقًا.
اقرأ أيضًا
.
تم .
التعليقات