
شارك الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في حفل افتتاح المقر الرسمي لوكالة الفضاء الإفريقية، صباح اليوم الأحد، نيابةً عن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.
وأبرز وزير التعليم العالي أن تدشين وكالة الفضاء الإفريقية يشكل خطوة تاريخية، حيث أصبح هذا المشروع حقيقة واقعة إلى جانب وكالة الفضاء المصرية، مما يعكس عمق التعاون بين الدول الإفريقية في مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي، خصوصًا في مجالات الفضاء وعلومه.
نمو متسارع في قطاع الفضاء عالمياً
وأكد الوزير أن صناعة الفضاء تعد من أسرع القطاعات التي تنمو عالميًا، مشيرًا إلى أن العديد من التقارير الدولية حذرت من ضرورة دخول إفريقيا بقوة في هذا المجال لضمان تحقيق وأضاف وزير التعليم العالي أن القارة الإفريقية تمتاز بثروتها البشرية الكبيرة، حيث يشكّل الشباب النسبة الأكبر من سكانها، وأن تطوير وبناء قدرات هذه الطاقات البشرية يمكن أن يُحدث ثورة حقيقية في هذا القطاع الحيوي ويُعزز من فرص الابتكار والتقدم العلمي والتقني في القارة.
تقنيات الفضاء وتأثيرها الواسع
وشدد الدكتور عاشور على أن تأثير تكنولوجيا الفضاء يمتد إلى العديد من المجالات الهندسية والعلمية، مما يمنح هذا القطاع أهمية تنموية شاملة. وأشار إلى أن مصر كانت من بين الدول الرائدة في هذا المجال، حيث أسست مركز الاستشعار من البعد، الذي تطور فيما بعد إلى الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، والتي احتضنت البرنامج المصري للفضاء حتى صدور قرار إنشاء وكالة الفضاء المصرية في عام 2018، تماشيًا مع رؤية القيادة السياسية لدور الفضاء في دعم الاقتصاد الوطني.
وقد أضاف الوزير أن المدينة الفضائية التي أنشأتها مصر كمجمع متكامل لتكنولوجيا الفضاء تحتوي على المرافق والبنى التحتية اللازمة، بما في ذلك مركز لتجميع واختبار الأقمار الصناعية التي تفوق أوزانها الطن، بالإضافة إلى مركز تشغيل فضائي ومحطات لاستقبال البيانات، إلى جانب مناطق حرة وصناعية مخصصة لتقنيات الفضاء، ما يعمل على تعزيز فرص التعاون بين الدول الإفريقية ويوفر قاعدة صلبة للمشروعات الفضائية الإقليمية.
كما أشار وزير التعليم العالي إلى اهتمام مصر الخاص بملف الفضاء على المستوى الإفريقي، إيمانًا منها بدور هذا القطاع في تحقيق التنمية المستدامة، وقد ساهمت بشكل فعّال في دعم الجهود العلمية والفنية عبر كفاءاتها وخبراتها. كما استضافت اجتماعات فنية هامة أدت إلى وضع استراتيجية موحدة للفضاء على مستوى القارة خلال قمة الاتحاد الإفريقي عام 2016، وقدمت ملفًا متكاملًا لاستضافة المقر الرئيسي للوكالة، الذي تمت الموافقة عليه في القمة الإفريقية عام 2019.
اقرأ أيضًا
دور الوكالة في التحول الرقمي
ووصف الدكتور عاشور افتتاح الوكالة بأنه “علامة فارقة” نحو مستقبل أكثر إشراقًا لشعوب القارة، مشددًا على أن الوكالة ستلعب دورًا محوريًا في التحول الرقمي، وتطوير نظم الإنذار المبكر لمواجهة الكوارث، وزيادة خدمات الإنترنت، ورقمنة المؤسسات، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، مما يجعلها منارة للمعرفة والابتكار في إفريقيا.
وفي ختام كلمته، قدم الوزير الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع، من الخبراء الأفارقة ومسؤولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى العاملين في وكالة الفضاء المصرية والاتحاد الإفريقي، ومفوضية التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، وكل الجهات الحكومية التي قدمت الدعم اللازم لتحقيق هذا الإنجاز القاري.
فرص جديدة لإفريقيا في العلوم والتكنولوجيا
من جانبه، أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي عن فخره بإطلاق أعمال الوكالة، مؤكدًا أن هذا الحدث يمثل انطلاقة جديدة لإفريقيا في مجالات العلوم والتكنولوجيا، ويساهم في تحقيق رؤية إفريقيا 2063. وأشار إلى أن مصر قدمت الموارد اللازمة لتأسيس الوكالة بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الإفريقي.
كما أعرب عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه لإنشاء الوكالة، والدكتور أيمن عاشور على ما قدمه من دعم علمي ومؤسسي، معبرًا عن ثقته بأن الوكالة ستصبح منصة دولية لتبادل الخبرات في استخدام الفضاء لأغراض سلمية.
الوكالة محور لمواجهة تحديات القارة
من ناحيته، أعرب الدكتور تيتيان أواتارا، رئيس مجلس وكالة الفضاء الإفريقية، عن فخره بافتتاح هذا الصرح، مؤكدًا أن الوكالة ستشكل حجر الزاوية في مواجهة التحديات التي تواجه القارة. وأشاد بالدور المصري في استضافة المقر ودعم جميع مراحل التأسيس، مؤكدًا أن مصر تعد نموذجًا رياديًا بفضل حضارتها وتفوقها في مجالات التكنولوجيا.
بدوره، أعرب الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، عن اعتزازه بأن تكون الوكالة الإفريقية جزءًا من مدينة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يعكس روح التعاون بين دول القارة، ويؤكد التزام مصر بدعم الوكالة في تحقيق أهدافها وتطلعاتها.
وقد تضمن الحفل عرضًا فيلمًا وثائقيًا عن البرنامج الفضائي الإفريقي، كما ألقى عدد من ممثلي وكالات الفضاء الدولية كلمات سلطت الضوء على الجهود الإفريقية في استكشاف الفضاء، وتم الكشف عن الشعار الرسمي للوكالة.
وعلى هامش الفعالية، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم بين وكالة الفضاء الإفريقية وكل من وكالة الفضاء الأوروبية، والوكالة الإماراتية، ووكالة “روسكوزموس” الروسية، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وتطوير القدرات لتحقيق تطلعات القارة في هذا المجال.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الفضاء الإفريقية تهدف إلى تمكين القارة من امتلاك أدوات تكنولوجيا الفضاء واستخدامها لخدمة أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية، من خلال توفير حلول عملية لمشكلات الغذاء، والبيئة، والصحة، وإدارة الموارد المائية، مواجهة الكوارث، وتعزيز الأمن، وبناء البنية التحتية الرقمية.
.
تم .
التعليقات