
في ظل التصعيد المستمر في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل اليوم الأحد عن استدعاء آلاف الجنود من قوات الاحتياط، مما يعكس تصميم حكومة بنيامين نتنياهو على زيادة الضغط العسكري على حركة حماس. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى من التعثر.
استعدادات إسرائيل لمناورة عسكرية كبرى في غزة
تشير التقارير من وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الجيش بدأ فعلياً في نقل وحدات قتالية من جبهات مختلفة إلى محيط قطاع غزة، استعدادًا لما وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ”مناورة ضخمة” تهدف إلى إيجاد تحول استراتيجي في مجرى المعركة.
ووفقًا لموقع “واللا” العبري، فإن الجيش يعتزم تقسيم مدينة غزة إلى منطقتين، مما يساعد على فصل شمال القطاع عن جنوبه، في خطوة تهدف إلى الحد من سيطرة حماس على الأرض بنحو يزيد عن 50%، تبعاً للتقديرات الإسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات تزامناً مع دعوة وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى ضرورة تغيير استراتيجية الحرب والتوجه نحو احتلال غزة بالكامل.
خطط إسرائيلية لعملية عسكرية شاملة في غزة
يأتي هذا التصعيد العسكري ضمن حملة إعلامية إسرائيلية، وصفتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأنها تمهيد لعملية عسكرية موسعة قد تنفذها إسرائيل إذا استمرت حماس في تعنتها ورفضها للمقترحات الإسرائيلية بشأن اتفاق الهدنة.
وأشار نداڤ إيال، مراسل الصحيفة، إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي تحمل نبرة تصعيدية، تهدف إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لفشل صفقة الأسرى، وقد تؤدي إلى تنزيل حماس مسؤولية ذلك، وهو ما قد يُستخدم لتبرير إجراء عملية عسكرية موسعة لاحقاً.
كتائب القسام تفتح باب التجنيد لـ30 ألف مقاتل
في المقابل، أفادت وسائل إعلام عربية نقلاً عن مصادر فلسطينية بأن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بدأت بفتح باب التجنيد لما يصل إلى 30 ألف شاب في غزة.
وأوضحت المصادر أن معظم المجندين قد تلقوا تدريبات سابقة في معسكرات سرية تُنظمها القسام سنويًا، على الرغم من افتقارهم إلى التخصصات العسكرية المتقدمة. تضمنت التدريبات أساليب حرب العصابات، واستخدام القذائف المضادة للدروع، وزرع العبوات الناسفة.
تدهور القدرات العسكرية لحماس
بالتزامن مع زيادة أعداد المجندين، لفتت المصادر نفسها إلى تراجع قدرات حماس العسكرية في بعض المجالات، لا سيما الطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى.
وأوضحت أن الحركة باتت تعتمد بشكل متزايد على إعادة تدوير بقايا الصواريخ الإسرائيلية لصنع عبوات أرضية محلية الصنع.
أزمة إنسانية خانقة في قطاع غزة نتيجة الأحداث الجارية
في خضم هذا التصعيد، تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خصوصًا بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حول فرض حصار مشدد ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بهدف الضغط على حماس.
كان الحزب قد رفض سابقاً مقترحًا لتحقيق وقف إطلاق نار مؤقت مقابل إطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين، متمسكاً بمطلبه الأساسي المتمثل في انسحاب إسرائيلي كامل ووقف دائم للعمليات الحربية. وهو مطلب قوبل بالرفض من قبل تل أبيب، مما أدى إلى تعثر المفاوضات التي ترعاها أطراف دولية وإقليمية لأكثر من أسبوع.
آفاق قاتمة تنتظر غزة
بينما تلوح في الأفق إمكانية تصعيد عسكري من جانب إسرائيل، وتستعد حماس لمواجهة طويلة الأمد رغم شح الموارد، يبدو أن قطاع غزة على مشارف مرحلة جديدة من العنف، تتزايد فيها المعاناة الإنسانية وتندر فيها بواعث الأمل للتوصل إلى اتفاق قريب.
اقرأ أيضًا
. تم .
التعليقات