حدث تاريخي رحلة استمرت 220 يوماً.. أكبر رائد فضاء يعود إلى الأرض في عيد ميلاده السبعين

القاهرة ()- حقق دون بيتيت، أكبر رائد فضاء في التاريخ لدى وكالة ناسا، إنجازًا استثنائيًا بمناسبة احتفاله بعيد ميلاده السبعين، الذي تزامن مع عودته إلى كوكب الأرض عقب مهمة استغرقت سبعة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية.

أنهى بيتيت، بمرافقة رائدي فضاء روسيين، رحلة مدهشة استمرت 220 يومًا، داروا خلالها حول كوكب الأرض 3520 مرة، وقطعوا مسافة تفوق 93 مليون ميل. وقد هبطت كبسولة سويوز التي تضم بيتيت، أليكسي أوفشينين، وإيفان فاغنر، في كازاخستان في صباح يوم 20 أبريل 2025، مما يُعد علامة بارزة في تاريخ استكشاف الفضاء.

أهمية الحدث في تاريخ الفضاء

تعتبر عودة دون بيتيت إلى الأرض حدثًا محوريًا، فهو ليس فقط يحمل الرقم القياسي كأكبر رائد فضاء سنًا، بل أيضًا لأهمية رحلاته الفضائية الأربع على مدى مسيرته التي امتدت لحوالي 29 عامًا.

على الرغم من بلوغه السبعين، قضى بيتيت أكثر من 18 شهرًا في الفضاء خلال مسيرته، ورغم كونه أكبر رائد فضاء نشط حاليًا، إلا أن لقب أكبر شخص سناً في الفضاء يعود للراحل جون غلين، الذي أطلق رحلته في عام 1998 عن عمر 77 عامًا.

انطلقت المهمة في سبتمبر 2024، وشملت بيتيت ورفاقه في الطاقم في رحلة تضمنت أبحاثًا متقدمة في مجالات متنوعة من علوم الفضاء.

قام بيتيت بإجراء تجارب حول تقنية تعقيم المياه، وإمكانيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وزراعة النباتات في بيئات ذات جاذبية منخفضة، وسلوك النار في غياب الجاذبية، مما يعكس الجهود الدؤوبة لوكالة ناسا في تحقيق أهدافها لاستدامة واستكشاف الفضاء.

العودة والتكيف مع الأرض

فصل بيتيت وطاقمه عن محطة الفضاء الدولية في صباح يوم 20 أبريل، ونجحت كبسولة سويوز إم إس-26 في الهبوط في منطقة جيزكازغان النائية في كازاخستان عند الساعة 620 صباحًا بالتوقيت المحلي. وقد قامت ناسا بنشر صور رائعة تُظهر لحظة هبوط الكبسولة مع شروق الشمس في الأفق.

عند الهبوط، تم نقل بيتيت إلى خيمة طبية حيث أشاد به الطاقم الطبي أثناء الفحص. ورغم أن بيتيت بدا متعبًا نتيجة إقامته الطويلة في الفضاء، أكدت ناسا أنه “بصحة جيدة وفي النطاق المتوقع لشخص يعود من الخلاء.”

بعد الهبوط، سيقضي بيتيت فترة من الوقت في كازاخستان للتكيف مع الجاذبية قبل أن يتوجه إلى مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في تكساس لإجراء مزيد من الفحوصات. في حين سيتجه زميلاه، أوفشينين وفاغنر، إلى مدينة ستار سيتي الروسية للإعداد لعودة آمنة إلى الغلاف الجوي.

تابع أيضًا..

مساعي ناسا المستمرة في أبحاث الفضاء

خلال مهمته في محطة الفضاء الدولية، شارك بيتيت في أبحاث تهدف إلى تعزيز تقنيات دعم الحياة للمهمات الفضائية الطويلة. وستترك التجارب التي أجراها تأثيرًا دائمًا على جهود ناسا للاستعداد لمهام استكشافية مستقبلية، تتضمن رحلات إلى القمر والمريخ.

تجدر الإشارة إلى أن أبحاث بيتيت حول زراعة النباتات في بيئات خالية من الجاذبية قد تلعب دورًا بالغ الأهمية في دعم المستعمرات الفضائية المستقبلية، في حين قد تُعزز الدراسات حول سلوك النيران بروتوكولات السلامة لرواد الفضاء.

تزامن بقاء بيتيت في محطة الفضاء الدولية مع إقامة طويلة لزميليه، الرواد الأمريكيين بوتش ويلمور وسوني ويليامز، اللذين واجها تأخيرات في العودة بسبب مشاكل في مركبة بوينغ ستارلاينر، مما أثار جدلاً سياسيًا. وعاد رائدا الفضاء أخيرًا إلى الأرض عبر كبسولة سبيس إكس دراغون بعد 278 يومًا في الفضاء.

.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *