القاهرة () – أثارت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الصين بخصوص تنظيم تصدير المعادن الأرضية النادرة قلقًا كبيرًا في قطاع صناعة السيارات على مستوى العالم، حيث تعاني المواد الأساسية المستخدمة في تصنيع المركبات الكهربائية وتوربينات الرياح والتكنولوجيا العسكرية من نقص حاد.
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة، التي جاءت كرد على السياسات الجمركية الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لا سيما التعريفة الجمركية التي تصل إلى 145% على السلع الصينية، إلى إحداث اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، مما سيكون له آثار سلبية على شركات صناعة السيارات وشركات التكنولوجيا الكبرى على حد سواء.
في أوائل أبريل 2025، قامت بكين بتوسيع نطاق القيود المفروضة على الصادرات لتشمل سبعة عناصر نادرة ومغناطيسات حيوية تُعتبر ضرورية لإنتاج محركات المركبات الكهربائية عالية الأداء والطائرات المقاتلة وتوربينات الرياح.
تستهدف هذه القيود بشكل رئيسي المعادن النادرة “الثقيلة” و”المتوسطة” مثل الديسبروسيوم والتيربيوم والساماريوم، وهي المعادن الهامة لانتاج مغناطيسات تتحمل درجات الحرارة العالية المستخدمة في مختلف التطبيقات التكنولوجية المتطورة.
ومع ذلك، كما أشار المحللون وقادة الصناعة، فمن المحتمل أن يكون لهذه القيود أثر مباشر على قطاع السيارات.
تأتي هذه القيود كاستجابة مباشرة للزيادة الحادة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى بكين لاستغلال هيمنتها شبه الاحتكارية على إمدادات المعادن الأرضية النادرة كرد فعل على إجراءات التعريفات الجمركية الأمريكية.
أعرب التجار والمسؤولون التنفيذيون في مجال صناعة السيارات عن قلقهم من أن تؤدي هذه القيود إلى نقص خطير في الإمدادات، ومع العلم أن معظم شركات السيارات لا تحتفظ بمخزون يتجاوز شهرين إلى ثلاثة أشهر، ازدادت المخاوف من أن يؤدي هذا النقص إلى إيقاف الإنتاج في الأشهر القليلة المقبلة إذا لم تتوفر مصادر بديلة.
تعتبر مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة مكونات حيوية في عملية تصنيع السيارات والمركبات الكهربائية والهجينة. تُستخدم هذه المغناطيسات في المحركات وعلب التروس، وبالتالي فإن نقصها سيؤثر بشكل مباشر على إنتاج السيارات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تلك التي تنتجها شركة تسلا والشركات الكبرى الأخرى.
وصف مسؤول تنفيذي بارز في صناعة السيارات الوضع بأنه “7 أو 8” على مقياس من 1 إلى 10، مؤكداً أن الأزمة ليست اقتصادية فحسب، بل جيوسياسية، مع إمكانية تفاقم التوترات بين الصين والولايات المتحدة.
وحذر جان جيز، تاجر المعادن في شركة تراديوم من فرانكفورت، من أن قيود التصدير قد تُشكل “مشكلة حقيقية” لسلسلة توريد السيارات إذا لم تصل شحنات المعادن الأرضية النادرة الضرورية إلى الاتحاد الأوروبي أو اليابان في الأشهر القليلة القادمة.
يبرز هذا التحذير الحاجة الملحة للشركات لتخزين هذه المواد بسرعة أو لتأمين إمدادات بديلة لتفادي انقطاع الإنتاج.
في ظل تأكيد الصين على هيمنتها في سوق المعادن الأرضية النادرة، هناك جهود مستمرة لتنويع سلاسل التوريد. وقد علقت اليابان آمالها بشكل خاص على شركة ليناس الأسترالية، التي تعمل على توسيع منشأتها في ماليزيا لإنتاج الديسبروسيوم والتيربيوم بحلول منتصف عام 2025.
ومع ذلك، كما أشار الخبراء، فإن تفعيل هذه السلاسل البديلة قد لا يكفي لسد الفجوة الحالية الناتجة عن القيود المفروضة على التصدير.
كما أعرب الخبراء عن قلقهم حيال فعالية مصادر التوريد الجديدة على المدى القصير. وعلى الرغم من وجود مخزونات من المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، إلا أن الكمية غير كافية لتلبية الطلب المرتفع من صناعة السيارات، مما قد يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في الإنتاج.
وأشار مسؤول حكومي ياباني إلى أنه رغم إمكانية توفر المخزونات الوطنية لبعض الوقت، إلا أنه من غير المرجح أن تستمر لأكثر من شهرين إلى ثلاثة، وفقًا لمستويات التوريد الحالية لشركات السيارات.
تمثل قيود التصدير إجراءً اقتصاديًا وكذلك مناورة جيوسياسية استراتيجية، حيث تستغل الصين سيطرتها على المعادن الأرضية النادرة كوسيلة للضغط في صراعها التجاري المستمر مع الولايات المتحدة.
وصف كوري كومبس، الخبير في شركة تريفيوم الاستشارية التي تتخذ من بكين مقرًا لها، الوضع بأنه “تهديد كبير” محتمل للولايات المتحدة، نظرًا لاحتمالية توسع الصين في فرض قيودها على معادن حيوية أخرى إذا تفاقمت الحرب التجارية.
بينما فرضت الصين قيودًا على العديد من المعادن الحيوية على مدار السنوات الماضية، فقد لوحظ ترددها في منع الشحنات التي قد تضر باقتصادها. ومع ذلك، يبدو أن الوضع الحالي مختلف، حيث أدت الحرب الأهلية في ميانمار إلى زيادة تفاقم نقص إمدادات المعادن الأرضية النادرة في الصين، مما دفعها لتقييد الصادرات حفاظاً على الإمدادات المحلية.
مع استمرار تطور الأوضاع، يبقى السؤال الجوهري ما هي المدة التي ستستغرقها الصين لمعالجة تراخيص تصدير المعادن الأرضية النادرة، وكم ستكون فعالية مخزونات المصنعين في مواجهة هذه التحديات
تواجه صناعة السيارات تحديًا متزايدًا بسرعة، حيث يعمل المصنعون والموّردون جاهدين لتأمين المواد الإضافية أو تعديل جداول الإنتاج وفقًا للظروف المستجدة.
مع استمرار تصاعد الحرب التجارية، سيتعين على الولايات المتحدة والصين التعامل مع مشهد معقد بشكل متزايد، مما يُظهر كيف يمكن أن تؤثر قيود تصدير المعادن الأرضية النادرة على استقرار الصناعات بأكملها وتأثيراتها الواسعة على التجارة العالمية.
تعتبر خدمة تعبئة رصيد زين بالدين من الحلول المريحة التي توفر للعملاء إمكانية تجديد باقتهم…
فيلم Thunderbolts يأتي ليعيد صياغة الصورة النمطية المرتبطة بأفلام الأبطال الخارقين في عالم مارفل السينمائي.…
أثارت تساؤلات المواطنين بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة حول توقيت صرف الزيادات الجديدة في المرتبات…
تسعى الأمهات دائمًا لضبط تردد قناة وناسة لأبنائهم لكي يتمكنوا من الاستمتاع بمحتواها الممتع. تقدم…
كيفية تعبئة رصيد زين الأردن بسهولة ويسر تعد عملية تعبئة رصيد زين الأردن من الأمور…
أفاد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، بتدشين الدراسة في جامعة القاهرة الأهلية…
This website uses cookies.