“احتفال مميز” بورسعيد بأعياد شم النسيم بـ”المنجأونة” و”الألمبي”- ما القصة

بينما يكتفي الكثير من المصريين بتناول الفسيخ والرنجة بمناسبة أعياد شم النسيم، تعيش مدينة بورسعيد أجواءً فريدة لا تُضاهيها أي مدينة أخرى. حيث تُحيي هذه المناسبة التاريخية من خلال طقوس خاصة مرت عبر الأجيال، منها “المنجأونة” و”الألمبي”.

“المنجأونة”.. تقليد حلوى يميز بورسعيد

تعد “المنجأونة” نوعًا من المخبوزات الحلوة، ذات الشكل الحلزوني، التي تُحضّر خصيصًا في بورسعيد بمناسبة شم النسيم. وهي تشبه إلى حد كبير الشريك أو البريوش، وغالبًا ما تُزين بالسكر أو بالفواكه المجففة.

أصل التسمية

تعود جذور الاسم إلى بائع إيطالي كان يتجول في شوارع بورسعيد خلال الأربعينات من القرن الماضي، وكان ينادي على فطائره بعبارة “Mangia una” باللغة الإيطالية، والتي تعني “كل واحدة”. ومع مرور الزمن، تم تعديل الكلمة باللهجة البورسعيدية إلى “منجأونة”.

رمزية الاحتفال

أصبحت “المنجأونة” الآن رمزًا بارزًا من رموز احتفالات شم النسيم في بورسعيد، حيث تتوفر بكثرة في المخابز خلال هذا الموسم، وتُقدّم كجزء أساسي من الاحتفالات العائلية.

“الألمبي”.. دمى تُحرق في الطرقات ورسائل شعبية لاذعة

في الليلة التي تسبق شم النسيم، تتحول الأجواء إلى كرنفال شعبي ساخر يُعرف بـ “الألمبي” أو “حرق اللمبي”. في هذا الاحتفال، تُصنع دُمى ضخمة من القش والخشب والقماش تمثل شخصيات عامة، سياسيين أو فنانين، ويتم عرضها في الشوارع ليتم حرقها وسط احتفالات صاخبة.

أصل الطقس

يعود أصل هذا التقليد إلى فترة الاحتلال البريطاني، حين قام الأهالي بصنع دمية تمثل اللورد “ألنبى”، المندوب السامي البريطاني، وأحرقوها تعبيرًا عن احتجاجهم على سياساته. منذ ذلك الحين، أصبح هذا التقليد سنويًا يستمر حتى اليوم.

رسائل ساخرة

في النسخ المعاصرة، قد تظهر “الألمبي” تجسيدًا لظواهر اجتماعية كارتفاع الأسعار أو الفساد، إضافة إلى شخصيات مثيرة للجدل سواء محليًا أو عالميًا. ويُرفق هذا العرض بعروض فنية ساخرة تُعرف باسم “مسرح الألمبي”، يقوم بها شباب الحي بأسلوب تهكمي واضح.

رمزية المقاومة والاحتفال

بين تقاليد المنجأونة المتأصلة في التراث الإيطالي واحتفالات الألمبي التي ترتبط بتاريخه الاجتماعي، تظهر بورسعيد كمدينة ذات هوية فريدة، تحوّل المناسبات الاجتماعية إلى منصات تعبير عن الفرح والمقاومة والفن الشعبي.

طقوس شعبية أصيلة تمزج بين التراث والاحتفال الجماعي

إن هذه الطقوس ليست مجرد احتفال عادي، بل تمثل ذاكرة جماعية تحتفي بالهوية البورسعيدية، مما يؤكد أن روح المدينة تظل قادرة على تحويل المناسبات إلى لحظات حية مليئة بالمعاني والرسائل العميقة.

. تم .