“أهداف الحرب” الإسرائيلية.. سموتريتش يؤكد أن تحرير الرهائن ليس الهدف الأهم للحرب

القاهرة ()- أثار وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، جدلاً كبيرًا حول الأهداف المعلنة للحرب الإسرائيلية، مشيراً إلى أن إنقاذ الرهائن في غزة لا يُعتبر “الهدف الأكثر أهمية” في الصراع القائم.

وفي مقابلة أجريت معه يوم الاثنين ونُشرت في نيويورك تايمز، أكد سموتريتش أن الهدف الأساسي يجب أن يكون ضمان عدم استحواذ حماس على غزة، وهو ما يبرز تحولًا ملحوظًا في التركيز من أجل الإفراج الفوري عن الرهائن نحو هدف استراتيجي أكبر يتمثل في تفكيك سلطة حماس.

وأضاف سموتريتش “لقد وعدنا الشعب الإسرائيلي بأنه بنهاية الحرب، لن تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل”، مؤكدًا على التزام الحكومة بالقضاء على حماس، التي اعتبرها قضية أمن قومي بمرتبة قصوى.

أثارت تصريحاته ردود فعل واسعة، خاصة في ظل تزايد المطالب من عائلات الرهائن بإعادة أحبائهم، مما يُظهر التوتر بين الأهداف العسكرية والاعتبارات الإنسانية.

ردود فعل غاضبة على تصريحات سموتريتش

تأتي هذه التصريحات في وقت لا يزال فيه الرأي العام الإسرائيلي منقسمًا. وقد بدأت الحكومة الإسرائيلية الحرب بعد هجوم نفذته حماس أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي في عام 2023.

بينما وصف القادة الإسرائيليون الحرب بأنها وسيلة لإنهاء حماس واستعادة الأمن، استمرت قضية الرهائن في السيطرة على النقاش العام. حيث تم أسر أكثر من 250 شخصًا خلال الهجوم، ورغم الخسائر الفادحة في كلا الجانبين، لا تزال مسألة إطلاق سراحهم تشكل محور جدال رئيسيًا.

وعقب تصريحات سموتريتش، أدان منتدى عائلات الرهائن، وهو مجموعة حقوقية تمثل أسر هؤلاء المحتجزين، تصريحه، متهمًا الحكومة بالتخلي عن الرهائن في سبيل الأهداف العسكرية.

أعرب المنتدى عن قلقه بأن الحكومة قد “اختارت عن عمد التخلي عن قضية الرهائن”، وانتقدت تركيز سموتريتش على القضاء على حماس على حساب عودة المدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

اقرأ أيضًا

تحديات تحقيق هدفين متضاربين

تتطور أهداف الحرب الإسرائيلية طوال فترة الصراع. كان الهدف الأولي هو تدمير حماس واستعادة الأمن لإسرائيل، ولكنه أيضًا شمل الجهود لضمان الإفراج عن الرهائن.

لكن، ومع استمرار الحرب، ومع الهجوم العسكري الذي أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، ظهرت صعوبة تحقيق كلا الهدفين. فعلى الرغم من القصف المكثف، ظل مصير الرهائن غامضًا، مع عدم وجود حلول واضحة في الأفق.

وأوضحت حماس أنها لن تُطلق سراح المزيد من الرهائن إلا في مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وهو الشرط الذي يرفضه المسؤولون الإسرائيليون بشدة. وقد تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات إسرائيلية أخرى مرارًا بعدم إنهاء الحرب حتى تستسلم حماس، مما يُبقي مصير الرهائن المتبقين في حالة من الضبابية.

تصاعد الضغوط الدولية والمحلية

أضفى تعيين السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، مؤخرًا، مزيدًا من التعقيد على الوضع السياسي، حيث أثار المخاوف. يُعرف هاكابي بأنه ناشط إنجيلي بارز وحاكم سابق لولاية أركنساس، وهو مؤيد قوي للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية.

أثارت ترشيحه في هذا المنصب تساؤلات حول كيفية موازنة الولايات المتحدة بين دعمها لإسرائيل ومخاوفها بشأن حقوق الفلسطينيين وعملية السلام في الشرق الأوسط.

يمثل الصراع الدائر، الذي تتخلله أعمال عسكرية متأصلة وخطاب سياسي متشدد، تناقضًا حادًا مع سياسة البلاد التقليدية التي تسعى لضمان عودة جميع الأسرى الإسرائيليين، مهما كانت الكلفة.

بينما تعمل إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية، يتصاعد التوتر بين أهداف الأمن القومي والاعتبارات الإنسانية، وتستمر عائلات المحتجزين في مطالبتها بالإفراج الفوري عن أحبائها.

.
تم .

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *