شهدت الأيام الأخيرة العديد من التقارير التي تناولت التحركات الأمريكية واتصالاتها مع دول إفريقية، من بينها السودان، بهدف إقامة توطين لفلسطينيين في أراضيها. وقد جاء رد الحكومة السودانية رسميًا؛ حيث أكدت رفضها القاطع لأي مخطط يهدف إلى نقل سكان قطاع غزة إلى البلاد، بعد ورود أنباء عن مفاوضات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول إفريقية بشأن مصير هؤلاء السكان في ظل الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
في سياق حديثه لوكالة “نوفوستي” الروسية، أوضح السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، أن السودان ليس لديه أي معلومات تتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن استقبال اللاجئين الفلسطينيين من غزة، مشددًا على أن بلاده ترفض بشدة أي شكل من أشكال التهجير القسري.
وأضاف سراج أن الموقف السوداني يستند إلى التزام راسخ بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، مع التأكيد على دعم حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولة مستقلة على حدود عام 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية، مع رفض كافة المحاولات الرامية إلى إفراغ القطاع من سكانه الأصليين تحت أي ذريعة إنسانية أو أمنية.
في تقرير لم يتم الإعلان عنه مسبقًا، كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في مارس الماضي عن محادثات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين ودول إفريقية، بما في ذلك السودان والصومال ومنطقة “أرض الصومال” غير المعترف بها دوليًا، حول استقبال أعداد من سكان غزة كجزء من خطة لإعادة بناء القطاع وتغيير واقعهم الديمغرافي.
وأفاد التقرير بأن الاقتراحات لاقت رفضًا قاطعًا من السودان، الذي اعتبرها انتهاكًا للحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني، ومحاولة لتصفية قضيته عبر تهجيره من أرضه.
على الرغم من توجه السودان نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد توقيع “اتفاقيات أبراهام” في 2020، يؤكد المسؤولون السودانيون أن هذا المسار لا يمس القضايا الجوهرية المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأهمها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ورفض توطينهم في خارج وطنهم.
ولقد استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، في الخرطوم في فبراير 2023، في زيارة اعتبرت استمرارًا لمسار العلاقات، لكن الحكومة السودانية أكدت آنذاك أن أي تعاون سياسي أو اقتصادي مع إسرائيل “لن يكون على حساب حقوق الفلسطينيين”.
يعتقد مراقبون سودانيون أن موقف الحكومة يتماشى مع مشاعر الشارع السوداني، الذي يعبر عن رفضه القوي لأي محاولة لتوطين الفلسطينيين في السودان أو في أماكن أخرى، معتقدًا أن ذلك يشكل تهديدًا لحق العودة ويمثل تفريطًا في الثوابت العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية.
ويشير المحللون إلى أن الخرطوم تسعى للحفاظ على توازن في سياستها الخارجية ضمن مفاوضات دقيقة مع واشنطن وشركاء إقليميين حول ملفات اقتصادية وأمنية، مع التمسك بمواقفها التاريخية.
تشير التقارير إلى أن الموقف الرسمي للسودان يدعم بشكل كامل حل الدولتين وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ويرفض أي محاولات لإعادة توطينهم خارج الأراضي الفلسطينية.
كما تؤكد الحكومة على الحاجة إلى الوصول إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الفلسطينيين ويُحترم فيه المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
اقرأ أيضًا
.
تعتبر خدمة تعبئة رصيد زين بالدين من الحلول المريحة التي توفر للعملاء إمكانية تجديد باقتهم…
فيلم Thunderbolts يأتي ليعيد صياغة الصورة النمطية المرتبطة بأفلام الأبطال الخارقين في عالم مارفل السينمائي.…
أثارت تساؤلات المواطنين بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة حول توقيت صرف الزيادات الجديدة في المرتبات…
تسعى الأمهات دائمًا لضبط تردد قناة وناسة لأبنائهم لكي يتمكنوا من الاستمتاع بمحتواها الممتع. تقدم…
كيفية تعبئة رصيد زين الأردن بسهولة ويسر تعد عملية تعبئة رصيد زين الأردن من الأمور…
أفاد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، بتدشين الدراسة في جامعة القاهرة الأهلية…
This website uses cookies.