توقعات مثيرة الأعلى خليجياً.. صندوق النقد يثبت توقعاته لنمو اقتصاد الإمارات عند 4% في 2025

احتفظ صندوق النقد الدولي بتوقعاته الإيجابية لنمو الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أنه سيصل إلى 4% في عام 2025، مما يؤكد موقع الدولة كأعلى معدلات النمو الاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.

تُظهر تقديرات صندوق النقد الدولي أن النمو المتوقع للاقتصاد الإماراتي سيتساوى مع معدل النمو الذي يُتوقع أن يحققه الاقتصاد الصيني، والذي خفف الصندوق توقعاته له من 4.6% إلى 4% وفقًا للتقرير الذي نُشر اليوم الثلاثاء.

في الوقت نفسه، خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي إلى 2.8% لعام 2025، مقارنةً بتوقعاته السابقة التي كانت عند 3.3%، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية وتراجع حركة التجارة العالمية.

كما أفاد التقرير بأن الاقتصاد الإماراتي من المتوقع أن يشهد تحسنًا إضافيًا في عام 2026، مع توقعات بزيادة النمو إلى 5%، مما يعزز من مكانة الإمارات كواحدة من أسرع الاقتصاديات نموًا على مستوى العالم، في بيئة اقتصادية محلية وعالمية مليئة بالتقلبات.

الهند والصين تتصدران النمو.. والإمارات الأولى خليجياً

بينما أبقى صندوق النقد الدولي على توقعاته لنمو اقتصاد الهند عند 6.2% لعام 2025، لتتبوأ الهند صدارة التوقعات العالمية، تفوقت الإمارات بمعدل نمو يفوق جميع دول الخليج.

بحسب التقرير، يُتوقع أن تسجل السعودية نموًا بنسبة 3%، والكويت 1.9%، وقطر 2.4%، والبحرين 2.8%، في حين تُقدّر سلطنة عمان بنمو يصل إلى 2.3% في عام 2025.

تشير هذه الأرقام إلى أن الإمارات ليست فحسب متفوقة خليجيًا، بل تتقدم أيضًا على العديد من الاقتصادات المتقدمة من حيث معدلات النمو.

توقعات التضخم تراجع أبطأ من المتوقع

أوضح التقرير أن التضخم العالمي من المتوقع أن ينخفض بوتيرة أبطأ مما تم توقعه في تقرير يناير، حيث يُتوقع أن يصل إلى 4.3% في عام 2025 و3.6% في عام 2026.

يعود سبب هذا الانخفاض البطيء إلى تأثير الرسوم الجمركية المتزايدة، التي تُؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة الدولية وتكاليف الإنتاج.

برغم ذلك، أشار صندوق النقد الدولي إلى وجود “تعديلات ملحوظة بالزيادة” في معدلات التضخم المتوقعة بالنسبة للولايات المتحدة وعدد من الاقتصادات المتقدمة، مما يعكس تزايد الضغوط التضخمية في هذه الدول مقارنةً بالأسواق الناشئة.

برغم النمو في الإمارات، الرسوم الجمركية تؤثر على النمو العالمي

صرح كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي، بيير أوليفييه غورينشاس، لوكالات الأنباء العالمية، بأن الاقتصاد العالمي يجد نفسه “في حقبة جديدة” من عدم اليقين، حيث تعيد الرسوم الجمركية المتزايدة تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.

وأضاف أن الرسوم المفروضة مؤخرًا من قبل الولايات المتحدة، التي وصلت إلى مستويات تاريخية عالية، قد أثرت بشكل مباشر في تقليص التوقعات الاقتصادية لمعظم الدول، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.

الولايات المتحدة والصين في قلب التباطؤ

أثناء عرض توقعاته، خفّض الصندوق توقع نمو الاقتصاد الأمريكي إلى 1.8% في 2025، بتقليص قدره 0.9 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة، كما تم تقلص نمو الصين إلى 4%، مع تراجع قدره 0.6 نقطة مئوية.

وأشار غورينشاس إلى أن التوترات التجارية وزيادة حالة عدم اليقين ساهمت في هذه التعديلات، مُحذرًا من أن استمرار هذا الاتجاه قد يؤثر سلبًا على الأسواق المالية ومدى توافر خطط الاستثمار الدولية.

تباطؤ ملحوظ في أوروبا وآسيا

في أوروبا، خفّض صندوق النقد توقعاته للنمو في منطقة اليورو إلى 0.8% في 2025، مع تراجع بارز في الأداء الاقتصادي في ألمانيا التي قد تُسجل نموًا صفريًا.

أما في بريطانيا، فتتوقع التقديرات أن يبلغ النمو 1.1%، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالتوقعات السابقة. كما خفّض الصندوق توقعاته لنمو اليابان إلى 0.6%، مشددًا على أن الإجراءات الحمائية سيكون لها أثر جوهري على حركة التجارة والاستثمار.

اقرأ أيضًا ..

تباطؤ التجارة العالمية تكلفة أعلى وكفاءة أقل

فيما يتعلق بالتجارة العالمية، خفّض صندوق النقد توقعاته للنمو في هذا القطاع إلى 1.7% في عام 2025، مقارنةً بـ 3.4% في عام 2024.

وأشار إلى أن التجارة ستستمر، لكنها ستصبح أقل كفاءة وأكثر كلفة، نتيجة لعدم اليقين المحيط بالأماكن المخصصة للإنتاج والتوريد والاستثمار.

الاقتصاد في الإمارات يتفوق رغم التقلبات الاقتصادية

وفقًا للتقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي، وعلى الرغم من المشهد الاقتصادي العالمي المتقلب، فإن الاقتصاد الإماراتي يواصل إثبات قدرة استجابة ومرونة تتجاوز التحديات، مستفيدًا من تنوع مصادر دخله وفاعلية سياساته الاقتصادية، بالإضافة إلى استثماراته في مجالات المستقبل مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي.

يعكس تأكيد صندوق النقد لتوقعاته الإيجابية مدى الثقة الدولية في الأسس الاقتصادية القوية التي يعتمدها الاقتصاد الإماراتي، مما يجعله في موقع الريادة خليجياً، وضمن صفوف الاقتصاديات العالمية المرموقة في السنوات القادمة.

.
تم .