
أحدث الإعلامي موجة من النقاش الحاد على منصاته بعد تعليقه حول حادثة توقيف فتاتين بسبب رقصهما داخل عربة نقل. وقد جاء في منشوره “ما هي المشكلة في أن تقوم سيدتان بالرقص في المترو لماذا يتم القبض عليهما ما هي التهمة لا أفهم!”، مشيرًا إلى أن الأمر لا يستدعي تدخل الجهات الأمنية أو اتخاذ إجراءات قانونية صارمة، بل اعتبره تعبيرًا عفويًا لتفريغ ضغوط الحياة والروتين.
لحظات عفوية تتحول إلى قضية رأي عام
بدأت القصة بمقطع فيديو قصير لم يتجاوز ثلاث دقائق، ظهر فيه فتاتان تؤديان حركات رقص على نغمات أغاني المهرجانات داخل إحدى عربات النقل. ورغم أن المشهد بدا عاديًا في البداية، إلا أن بعضهم اعتبره لحظة فكاهية في يوم مليء بالروتين.
ولكن سرعان ما انتشر الفيديو بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وتحول من مجرد محتوى ساخر إلى قضية تستدعي التحقيق والمتابعة الأمنية.
بيان رسمي من وزارة الداخلية
في أعقاب الانتشار الواسع للفيديو، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا توضح فيه تفاصيل التعامل مع الواقعة. حيث أكدت الوزارة أنها كثفت جهودها لتحليل المحتوى، وتمكنت من تحديد هوية الفتاتين المشاركتين.
وأوضح البيان أن الفتاتين تعيشان في دائرة العجوزة بمحافظة الجيزة، وقد تم القبض عليهما بعد تحديد مكان سكنهما. وتم اصطحابهما إلى الجهات المختصة للتحقيق معهما في هذه الواقعة التي أثارت جدلاً واسع النطاق.
اعترافات المتهمتين “كنا نمرح”
خلال التحقيقات، أوضحت الفتاتان أنه لم يكن لديهن أي نية لإثارة الجدل أو الإساءة لأي طرف، بل كان تصوير الفيديو في وقت لم يكن فيه ازدحام بالركاب، مؤكدتين أنهما كانت في حالة من المرح واللهو، وكانت نيتهم الأساسية هي مشاركة المقطع مع الأصدقاء عبر حساباتهم الشخصية على الإنترنت.
الداخلية “سلوك غير منضبط في مرفق عام”
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أن هذا السلوك يعد تصرفًا غير منضبط في أماكن النقل العامة، ويعرض مرتكبه للمسائلة القانونية خصوصًا عند توثيقه ونشره بشرح طريقة تؤثر على الذوق العام أو تثير جدلًا مجتمعيًا.
وأضافت الوزارة أنها لن تتهاون مع أي تصرفات مماثلة تمس النظام العام داخل المرافق العامة، مشددة على ضرورة المحافظة على الانضباط في وسائل النقل الجماعي.
انقسامات جماهيرية بين التعاطف والاستنكار
أثارت الواقعة ردود أفعال متباينة عبر منصات التواصل، حيث أعرب البعض عن تضامنهم مع الفتاتين، معتبرين أن الأمر لا يتجاوز كونه “مرحًا بريئًا”. بينما اعتبر آخرون أن وسائل النقل العامة ليست المكان المناسب لمثل هذه التصرفات، مؤكدين على أهمية احترام الأماكن العامة.
حرية التعبير أم مساس بالذوق العام
تضع القضية تساؤلات عديدة حول مفهوم حرية التعبير وسلوك الأفراد في الأماكن العامة، وأين ينبغي رسم الحدود بين حرية الحركة والتصرف والسلوكيات التي قد تعتبر “غير لائقة” من قبل المجتمع أو القانون.
هل الرقص في المترو جريمة
يأتي تعليق الإعلامي كدعوة لإعادة ضبط النقاش حول جوهر القضية، حيث تساءل بشكل مباشر عن التهمة الموجهة للفتاتين في ظل عدم وجود أي ضرر أو أذى مباشر ناتج عن تصرفهن، مما يفتح المجال للمزيد من الجدل القانوني والاجتماعي حول حدود السلوك المقبول في الأماكن العامة.
التعليقات