
تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، الاجتماع الخاص بلجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية وجمهورية مصر العربية. سيشهد الاجتماع حضور وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري، بدر عبدالعاطي.
يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز العلاقات السعودية المصرية من خلال التنسيق والتكامل في مجموعة متنوعة من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية. كما سيتم استعراض التطورات الإقليمية والدولية ذات الصلة التي تهم البلدين.
ما هي لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين القاهرة والرياض
تُعتبر لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية ومصر واحدة من أبرز آليات التنسيق الثنائي. وقد تم تأسيسها بموجب اتفاقية وقعت في عام 2007 بين وزارتي الخارجية للبلدين، في وقت كان يشهد فيه الإقليم تحديات متسارعة.
منذ ذلك الحين، أصبحت اللجنة منصة دورية لتبادل الأفكار وتوحيد المواقف إزاء القضايا الحساسة، مما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين العاصمتين.
ويكتسب الاجتماع الحالي أهمية خاصة نظرًا للتطورات السريعة التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك التوترات المتزايدة في الأراضي الفلسطينية، والصراع الدائر في السودان، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني والوضع الأمني في البحر الأحمر واليمن.
توافق واسع في القضايا الإقليمية بين البلدين
تتلخص العلاقات بين مصر والسعودية في تناغم واضح تجاه العديد من القضايا العربية والإقليمية، لا سيما ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية، والحفاظ على وحدة واستقرار الدول العربية، ومكافحة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلدان.
ويؤكد المسؤولون في كلا البلدين بشكل دوري على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي، والتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، سواء كان ذلك عبر تعاون ثنائي أو من خلال التنسيق في مؤسسات إقليمية مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
استمرار التنسيق بين مصر والسعودية
عُقد آخر اجتماع للجنة في القاهرة في يناير 2024، حيث تم تناول سبل تعزيز التعاون المشترك بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
وإن انعقاد الاجتماع الحالي في الرياض يعكس استمرار الجهود المشتركة في تعزيز التنسيق المؤسسي وتبادل الآراء بشفافية وتكامل.
تأتي هذه اللقاءات المنتظمة في وقت تسعى فيه الرياض والقاهرة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية عبر مختلف المجالات، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة، والتعاون في الدفاع، والتكامل في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية.
آفاق مستقبلية للعلاقات السعودية المصرية
تشير التقارير إلى أن اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي يمثل خطوة إضافية نحو تعميق أواصر التعاون بين مصر والسعودية. كما يمهد الطريق لمزيد من الشراكات الاستراتيجية، خاصة في ظل توافق القيادتين على أهمية تأسيس نظام عربي قوي قادر على مواجهة التحديات وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
تؤكد هذه الاجتماعات على أن العلاقات بين السعودية ومصر ليست مجرد علاقات تقليدية، وإنما تمثل شراكة استراتيجية قوية مبنية على أسس من الثقة، والتاريخ المشترك، والرؤية الموحدة تجاه قضايا الأمة العربية.
ً
.
تم .
التعليقات