
في لحظة حزينة شهدها العالم الكاثوليكي والمجتمع الدولي، أعلن الفاتيكان اليوم، الإثنين، عن وفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عامًا. تأتي هذه الوفاة بعد تدهور متسارع في حالته الصحية خلال الأشهر الماضية، حيث توفي في مقر إقامته في دار القديسة مارتا داخل الفاتيكان، بعد معاناة طويلة مع قضايا صحية، أبرزها التهاب رئوي مزدوج تسبب في فشل وظائف الرئة.
الفاتيكان يعلن عن رحيل البابا فرنسيس
في بيان رسمي تم تداوله عبر وسائل الإعلام العالمية، أعلن الكاردينال كيفن فاريل، رئيس المجلس الرسولي، خبر وفاة البابا، مؤكدًا “أيها الأخوات والإخوة الأعزاء، بفائق الحزن والأسى، أُعلن عن وفاة قداسة البابا فرنسيس في الساعة 735 صباحًا بتوقيت روما، حيث عاد أسقف روما إلى بيت الآب”. وأضاف أن البابا قد كرّس حياته لخدمة الرب، وكان مثالاً يُحتذى به في الالتزام بقيم الإنجيل وخدمة المحتاجين والمهمشين.
تدهور الحالة الصحية.. هل كانت هناك علامات سابقة
تعرض البابا فرنسيس للعديد من الأزمات الصحية في الأشهر الأخيرة، حيث تم إدخاله مستشفى أغوستينو جيميلي في روما يوم 14 فبراير 2025 بسبب نوبة التهاب شعبي حاد. للأسف، مع استمرار محاولات العلاج، تدهورت حالته بشكل أكبر، ليشخص الأطباء حالته بالتهاب رئوي مزدوج في 18 فبراير، مما استدعى بقاءه في المستشفى لمدة 38 يومًا، وهي أطول فترة علاج له منذ بدء بابويته عام 2013.
الإصابة بالتهاب رئوي مزدوج.. تحدٍ صحي مرير
بحسب الأطباء، كان البابا يعاني من حالة تُعرف بالالتهاب الرئوي المزدوج، وهي حالة خطيرة تصيب كِلتا الرئتين نتيجة عدوى حادة، مما يسبب صعوبات كبيرة في التنفس وتدهور حاد في الوظائف الحيوية. وقد أوضح الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، أن هذا النوع من الالتهاب يعود غالبًا إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية، مثل الأنفلونزا أو مضاعفات ما بعد كوفيد، مما يسبب ضيقًا شديدًا في الشعب الهوائية وفشلًا في الجهاز التنفسي.
مسيرة صحية مليئة بالتحديات منذ الشباب
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها البابا تحديات صحية تتعلق بالجهاز التنفسي، إذ خضع عام 1957 لعملية جراحية في الأرجنتين، أُزيل خلالها جزء من إحدى رئتيه نتيجة إصابته بعدوى حادة. ومع تقدم عمره، تواجه البابا المزيد من الأزمات الصحية، بما في ذلك تكرار نوبات الإنفلونزا والتهابات الرئة، مما جعله يُلغي زيارة كانت مقررة للإمارات في نوفمبر 2023 بسبب تدهور حالته الصحية.
استعدادات الفاتيكان لجنازة البابا
في سياق هذا الحدث الأليم، وافق البابا فرنسيس في أبريل 2024 على نسخة محدثة من الكتاب الليتورجي الخاص بجنازات الباباوات، بعنوان “Ordo Exsequiarum Romani Pontificis”، والذي سيُستخدم في مراسم جنازته. يتضمن الكتاب تفاصيل دقيقة عن مراحل الجنازة، بدءًا من الإجراءات المتعلقة بالوفاة داخل الكنيسة، وصولًا لوضع الجثمان في التابوت، مما يعكس الطابع الرمزي والروحاني العميق لهذه اللحظات.
إرث إنساني خالد لن يُنسى
وصف الكاردينال فاريل البابا فرنسيس بأنه كان تلميذًا حقيقيًا للمسيح، عاش حياة بسيطة وكرّس نفسه لخدمة الله والبشر. أكد أن إرثه الإنساني سيبقى حيًا في قلوب الملايين من المؤمنين حول العالم. وأشار في ختام البيان إلى “بفضل قيادته، نُسلّم روحه إلى رحمة الله الواحد والثالوث”.
وداع مؤثر لزعيم عالمي تجاوز الحدود
مع فقدان البابا فرنسيس، يفتقد العالم شخصية دينية استثنائية كرّست جهودها لتعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة التعايش، بالإضافة إلى الدعوة إلى السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك قضية الشعب الفلسطيني. وقد عبرت عدة دول وزعماء، وأبرزهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن حزنهم العميق لفقدانه، مشددين على أن العالم خسر رمزًا نادرًا للسلام والرحمة.
التعليقات